[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]محمد المهدي بن عبد الله بن فحل (1843 - 21 يونيو 1885) قائد الدعوة والثورة المهدية بالسودان، التي انتصرت على جيوش الحكم التركي المصري، والجيوش البريطانية التي ساندته. وقد حققت أول حكم وطني سوداني يستند على الشريعة الإسلامية كمرجعية أساسية، باجتهادات فقه التنزيل على الواقع السوداني.
اشتهر في الغرب بأنه قاتل الجنرال غوردون الشهير (بغردون الصين) والذي أخمد الثورة الصينية بضراوة. حاكم السودان في ذلك الوقت، وكان يود الاحتفاظ بغردون حيا ليبادل به القائد المصري أحمد عرابي الذي كان في الأسر حينها، لكن بعض أتباعه لم يستمع لتعاليمه وقاموا بقتل غردون في يوم تحرير الخرطوم في 26 يناير 1885م وهو في شرفة قصر الحاكم العام.
توفي بحمى التيفوئيد في أم درمان في يوم الإثنين الموافق التاسع من رمضان سنة 1302 هـ الإثنين 22 يونيو 1885م الساعة الرابعة مساء. بعد أن نجح في قيادة أول حكم وطني وإسلامي في افريقيا.
مولده
ولد عام 1259 هـ /1843م بقرية لبب بمدينة دنقلا في شمال السودان، تسمى جزيرة الأشراف، وكان أبوه فقيهًا، فتعلم القراءة والكتابة. وقد حفظ القرآن الكريم وهو في الثانية عشرة من عمره، ومات أبوه وهو صغير فعمل مع عمه في نجارة السفن. ثم انقطع بعد ذلك مدة خمسة عشرة عامًا للعبادة والتدريس وكثر مريدوه. تلقى تعليمه في خلاوي الخرطوم وخلاوي الغبش ببربر. ثم التحق بالطريقة السمانية عام 1871م. في عام 1876م بدأ حركة إصلاحية في كردفان وسط السودان.
الدعوة المهدية
بدأت الدعوة المهدية سرية ثم جهر بها وخاض المهدي ومن تبعه (يلقبون بالأنصار) جهادا ضد الدولة العثمانية ومن استعانت بهم من القادة الأوربيين، انتهى بانتصار الثورة وإقامة الدولة بعد تحرير الخرطوم في 26 يناير 1885م.
لم يعش المهدي طويلا بعد ذلك إذ توفي في يونيو 1885م وخلفه الخليفة عبد الله بن السيد محمد الملقب بالتعايشي. وقد حكم البلاد حتى غزاها جيش الغزو الثنائي بزعامة كتشنر باشا وكانت معركة كرري الحاسمة في يوم الجمعة 2 يوليو 1898م، وهي المعركة التي اشتهرت لدى البريطانيين (بمعركة أم درمان). شكلت المهدية ثورة وطنية وتحررية ودينية بالغة الأثر في السودان برغم قصر مدتها في الحكم.
فكره
برغم حياته القصيرة (1843-1885) خلف كما هائلا من الأدبيات المتمثلة في الخطابات والمنشورات، كما كان يعقد المجالس التي يذاكر فيها بالعلوم الدينية. وقد أخرجت آثاره مؤخرا في سبع مجلدات ضخمة اخرجها الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم. يتميز فكره بالسلفية المستنيرة كما يقول الدكتور محمد عمارة، وإن كان عمارة يرى في آثاره بقايا للفكر الصوفي الذي طغت عليه في ذلك الأوان الخرافة.
كما أنه خلط بين الصوفية والوهابية وقد تأثر بها تأثرا كبيرا جدا يظهرذلك في منع الغناء وتقبيل اليد من النساء في حضرت شيخه كما أنه منع تدخين التبغ وأمر بجلد المدخنين في أمر غريب لم يقدم عليه أحد من العلماء أثناء ظهور التبغ أما بالنسبة للصوفية فقد تأثر بها من خلال أخذ البيعة له والايمان بالخرافات أو كرامات الأولياء الصالحين كما له تأثر بالشيعة يظهر ذلك بوضوح في اعتقاده بانه المهدي المنتظر وتلك الفكرة التي ادعاها لم يقرها له علماء عصره ناهيك عن علماء الامة. رغم كل ذلك يعتبر المهدي رمز السودانيين في دحر المستعمر وإهانته.